الرئيسية ندوات ندوة حول توظيف مفهوم الكرامة الإنسانية لتعزيز قضايا العدالة في العالم العربي

ندوة حول توظيف مفهوم الكرامة الإنسانية لتعزيز قضايا العدالة في العالم العربي

 

بمشاركة مفكرين ومختصين بقضايا حقوق الإنسان في الوطن العربي:
عقدت في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية في عمّان ندوة بعنوان "توظيف مفهوم الكرامة الإنسانية لتعزيز قضايا العدالة في العالم العربي"، بالشراكة مع معهد الحقوق في جامعة بيرزيت وكليّة الحقوق في جامعة وندسور، يومي 26 و27 آذار 2010.


وقد تناول المشاركون في الندوة مفهوم الكرامة الإنسانية ومدى الحاجة له، والفائدة منه في تعزيز واحترام حقوق الإنسان عربياً وعالمياً، وتجربة اللجوء إليها أمام القضاء، بما في ذلك القضاء العربي.


افتتحت أعمال اليوم الأول بكلمات ترحيب من كل من الدكتور نواف وصفي التل، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، والدكتور غسان فرمند، مدير معهد الحقوق، ومن ثمّ قدم الدكتور مضر قسيس، المدير المشارك في مبادرة" كرامة"، ورقة حول الكرامة كمفهوم قديم، والحاجة المستمرة له لضمان احترام حقوق الإنسان وحرياته. تلا ذلك عصف فكري حول مفهوم الكرامة الإنسانية والحاجة لاستكمال النقص في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان من خلال تطوير وتبني صك دولي لهذه الغاية، الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجاباً على مستوى احترام حقوق الإنسان في العالم.


كما أكد المشاركون أن المشكلة في جانب منها تتمثل في عدم تمتع مجموعات من الناس بالحقوق والكرامة على قدم من المساواة مع أقرانهم، الأمر الذي يشير إلى الحاجة للتأكيد على مسألة المساواة والعدالة في التمتع بالكرامة الإنسانية، حيث وجد معظم المشاركين أن هناك حاجة ملحة لتطوير مفهوم متفق عليه للكرامة الإنسانية، لمعالجة صعوبة إخراج الكرامة من إطارها الأخلاقي إلى إطارها القانوني. 


وقد تضمنت أعمال اليوم الثاني جلستان، أدار الأولى الدكتور برهان غليون، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون، حيث اشتملت على تقديم ورقة حول موضوع الوصول إلى العدالة عن طريق القضاء وعلاقته بالكرامة الإنسانية للدكتورة ريم بهدي، الأستاذ في جامعة وندسور والمدير المشارك في مبادرة" كرامة"، ومداخلة للأستاذ يسري مصطفى، الباحث في مجال حقوق الإنسان، حول الكرامة الإنسانية والخصوصية الثقافية، مبيناً من خلالها أن القيم الإنسانية وتداخلها مع الخصوصية الثقافية تؤدي إلى هشاشة النظام القانوني وفي كثير من الأحيان إلى انتهاك الكرامة الإنسانية، وورقة للأستاذ محمود كتانة، الباحث في مبادرة كرامة، حول تجربة المبادرة وحول استخدام مفهوم الكرامة الإنسانية في القانون والقضاء الفلسطينيين.


تضمنت الجلسة الثانية، التي أدارها الدكتور مصطفى مرعي، أستاذ حقوق الإنسان ومسؤول تطوير المناهج في مبادرة "كرامة"، مداخلة مطولة للمستشار القاضي هشام البسطويسي، نائب رئيس محكمة النقض المصرية، تناول من خلالها أهمية استقلال القضاء ودوره في حماية الكرامة الإنسانية. من ثم قدم الأستاذ عامر الجنيدي، الباحث في مبادرة "كرامة"، ورقة تناولت التطبيقات القضائية للكرامة في العالم العربي.


في نهاية الندوة، التي شارك فيها مجموعة من المفكرين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمهتمين بكرامة البشر، توصل المشاركون إلى عدد من النتائج والتوصيات، أجملها وتلاها الدكتور هيثم مناع، المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، أهمها:


1. الدور المركزي للكرامة باعتبارها ليس فقط المولود الطبيعي لمبادئ حقوق الإنسان، بل أُم الحقوق، وروح منظومة حقوق الإنسان، وأحد مفاتيح قراءة هذه الحقوق في القرن الواحد والعشرين.


2. ضرورة ربط عالمية الكرامة بالتحرر من المفاهيم السلبية السائدة في مختلف الثقافات الإنسانية والتي تؤصل لما يختلف مع المساواة والنضال للقضاء على العنف والتمييز والتعرض لسلامة النفس والجسد.


3. القدرة على قوننة المفهوم بحيث يغتني بعده الأخلاقي ببعد قانوني ضروري يعتمد على دور مركزي للعقلانية، وترويج لتَقدم حقوق الإنسان باعتبارها مشروع غير منجز في المواثيق والممارسات.


4. باختصار، الخروج من البعد الهلامي والفضفاض لهذا المفهوم، بحيث يشكل عتلة أساسية للحقوق الستة في الحياة والقانون الوضعي.


يذكر أن مبادرة "كرامة" تنفذ بالشراكة بين معهد الحقوق في جامعة بيرزيت وكلية الحقوق في جامعة وندسور في كندا، وتحظى بدعم الحكومة الكندية المقدم من خلال الوكالة الكندية للتنمية الدولية.